سيدنا عبد الله رضي الله عنه
هو عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
ويذكر الطبري في سبب تسميته عبد الله أن أباه عبد المطلب لما أمر بحفر زمزم كما تقدم في ترجمته منعته قريش وءاذاه سفهاؤهم ولم يكن له من الولد إلا الحارث فنذر إن كمل له عشرة بنين أن يذبح أحدهم فلما صاروا عشرة وقرت عينه بهم نام ليلة عند الكعبة المطهرة فرأى في المنام قائلا يقول: يا عبد المطلب أوف بنذرك لرب هذا البيت فاستيقظ فزعا مرعوبا وأمر بذبح كبش وأطعمه للفقراء والمساكين، ثم نام فرأى أكبر من ذلك فاستيقظ وقرب ثورا، ثم نام فرأى أن قرب ما هو أكبر من ذلك فانتبه وقرب جملا، ثم نام فنودي أن قرب ما هو أكبر من ذلك فقال: وما أكبر من ذلك؟ فقال: قرب أحد أولادك الذي تذرته، فاغتم غما شديدا وجمع أولاده وأخبرهم بنذره ودعاهم إلى الوفاء فقالوا: إنا نطيعك فمن تذبح منا؟ فقال: ليأخذ كل واحد منكم قدحا والقدح السهم بغير نصل ثم ليكتب فيه اسمه ثم اتوا به ففعلوا وأخذوا اقداحهم ودخل إلى جوف الكعبة فدح القداح إلى القيم فخرج على عبد الله وكان أحب ولده إليه فقبض عبد المطلب على يد عبد الله وأخذ الشفرة فقام إليه سادة قريش فقالوا: ما تريد أن تفعل؟ فقال: أوفي بنذري، فقالوا: لا ندعك تذبحه ولئن فعلت هذا لا يزال الرجل يأتي بابنه فيذبحه ويكون سنة وقالوا: انطلق إلى فلانة الكاهنة قيل اسمها قطية وقيل سجاح فلعلها أن تأمرك بأمر فيه فرج لك، فانطلقوا حتى أتوها بخمير فقص عليها عبد المطلب القصة فقالت: كم الدية فيكم؟ قالوا: عشرة من الإبل فقالت: ارجعوا إلى بلادكم ثم قربوا صاحبكم وقربوا عشرة من الإبل فاضربوا عليه وعليها القداح فإن خرجت على صاحبكم فزيدوا في الإبل ثم اضربوا أيضا وهكذا فإذا خرجت الإبل فانحروها.
فخرجوا حتى قدموا مكة فلما أجمعوا لذلك الأمر قام عبد المطلب يدعو ثم قربوا عبد الله وعشرا من الإبل فخرج القدح على عبد الله فزادوا عشرا فكانت الإبل عشرين ثم ضربوا فخرج السهم على عبد الله فزادوا عشرة من الإبل ثم لم يزالوا يضربون بالقداح ويخرج القدح على عبد الله فكلما خرج عليه زادوا من الإبل عشرا حتى ضربوا عشر مرات وبلغت الإبل مائة وعبد المطلب قائم يدعو ثم ضربوا فخرج القدح على الإبل فنحرت ثم تركت لا يصد عنها إنسان ولا سبع.
ثم خرج به عبد المطلب حتى أتى به وهب بن عبد مناف بن زهرة ووهب يومئذ سيد بني زهرة سنا وشرفا فزوجه ءامنة بنت وهب وهي يومئذ أفضل امرأة في قريش نسبا وموضعا، ورجح ابن عبد البر أن عمر عبد الله حين تزوج ءامنة ثلاثون سنة.
وقد ولدت ءامنة أفضل خلق الله وسيد العالمين وخاتم الأنبياء والمرسلين وحبيب رب العالمين حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم.
قال ابن سعد والواقدي: الثابت عندنا ليس بين أصحابنا فيه اختلاف أن عبد الله ابن عبد المطلب أقبل من الشام من عير لقريش فنزل بالمدينة وهو مريض فأقام بها حتى توفي ودفن في دار النابغة وقيل: التابعة.
عبد المطلب
وأما جده عبد المطلب ، فاسمه عامر في قول ابن قتيبة ، وشيبة في قول ابن إسحاق وغيره وهو الصحيح . وقيل سمي شيبة لأنه ولد وفي رأسه شيبة وأما غيره من العرب ممن اسمه شيبة فإنما قصد في تسميتهم بهذا الاسم التفاؤل لهم ببلوغ سن الحنكة
والرأي كما سموا بهرم وكبير وعاش عبد المطلب مائة وأربعين سنة وكان لدة عبيد بن الأبرص الشاعر غير أن عبيدا مات قبله بعشرين سنة قتله المنذر أبو النعمان بن المنذر ، ويقال إن عبد المطلب أول من خضب بالسواد من العرب ، والله أعلم .
وقد ذكر ابن إسحاق سبب تلقيبه بعبد المطلب . والمطلب مفتعل من الطلب
هاشم
وأما هاشم فعمرو - كما ذكر - وهو اسم منقول من أحد أربعة أشياء من العمر الذي هو العمر أو العمر الذي هو من عمور الأسنان وقاله القتبي : أو العمر الذي هو طرف الكم يقال سجد على عمريه أي على كميه أو العمر الذي هو القرط كما قال التنوخي :
وعمرو هند كأن الله صوره عمرو بن هند يسوم الناس تعنيتا
وزاد أبو حنيفة وجها خامسا ، فقال في العمر الذي هو اسم لنخل السكر ويقال فيه عمر أيضا ، قال يجوز أن يكون أحد الوجوه التي بها سمي الرجل عمرا وقال كان ابن أبي ليلى يستاك بعسيب العمر .
وجاء في ترجمة جمعية الأشراف
اسمه عمرو العلا، ويكنى أبا نضلة، وقيل: له هاشم لأنه أول من هشم الثريد بسبب مجاعة حصلت لقريش وذلك أنهم أصابهم جدب شديد فخرج هاشم إلى الشام فاشترى دقيقا وكعكا ونحر الجزر وجعله ثريدا وأطعمهم واشتهر بالكرم والجود، وكان له جفان كبار للثريد، قال الشاعر:
عمرو العلا ذو الندى من لا يسابقه
مر السحاب ولا ريح تجاريه
جفأنه كالجواب للوفود إذا
لبوا بمكة ناداهم مناديه
أو أمحلوا أخصبوا منها وقد ملئت
قوتا لحاضره منهم وباديه
وكانت إليه الوفادة والرفادة وهو الذي سن الرحلتين رحلة الشتاء إلى اليمن والعراق، ورحلة الصيف إلى الشام.
وكان أول من أخذ لقريش العصم (العهود) بني عبد مناف وهم: هاشم، وعبد شمس، والمطلب، ونوفل فانتشروا في الحرم، وقد أخذ هاشم لهم حبلا من ملوك الشام الروم وغسان، وأخذ لهم عبد شمس حبلا من النجاشي الأكبر، وأخذ لهم نوفلا حبلا من الأكاسرة، وأخذ لهم المطلب حبلا من ملوك حمير.
وقد ولد هاشم وعبد شمس توأمين ورجل هاشم ملتصقة بجبهة عبد شمس بينهما عرق لا يمكن فصلهما إلا بقطعه فسألوا كاهنا عن ذلك فقال: اقطعوه ويكون بينهما عداوة ودم، فكان ذلك.
وكان هاشم متألفا بأخيه المطلب وجرى بنوهما على ذلك بعدهما فقد روى الطبري في تاريخه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن بني المطلب لم يفارقونا"، وروى البخاري والنسائي في سننه وغيرهما واللفظ للنسائي أن جبير بن مطعم ـ وهو من بني نوفل ـ قال: لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم سهم ذوي القربى بين بني هاشم وبني المطلب أتيته أنا وعثمان بن عفان ـ وهو من بني عبد شمس ـ فقلنا: يا رسول الله هؤلاء بني هاشم لا ننكر فضلهم لمكانك الذي جعلك الله به منهم أرأيت بني المطلب أعطيتهم ومنعتنا فإنما نحن وهم منك بمنزلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنهم لم يفارقوني في جاهلية ولا إسلام إنما بنو هاشم وبنو المطلب شىء واحد" وشبك بين أصابعه.
لذا قسم النبي سهم ذوي القربى بينهم تاركا منه غيرهم من بني عمهم نوفل وعبد شمس، ومن ثم حرمت الصدقة على بني هاشم وبني المطلب جميعا.
وكان المطلبي كفؤا للهاشمي في النكاح كما ذهب إليه الإمام الشافعي رضي الله عنه.
عبد مناف
وعبد مناف اسمه المغيرة - كما ذكر - وهو منقول من الوصف والهاء فيه للمبالغة أي إنه مغير على الأعداء أو مغير من أغار الحبل إذا أحكمه ودخلته الهاء كما دخلت في علامة ونسابة لأنهم قصدوا قصد الغاية وأجروه مجرى الطامة والداهية وكانت الهاء أولى بهذا المعنى لأن مخرجها غاية الصوت ومنتهاه ومن ثم لم يكسر ما كانت فيه هذه الهاء فيقال في علامة علاليم وفي نسابة نساسيب كي لا يذهب اللفظ الدال على المبالغة كما لم يكسر الاسم المصغر كي لا تذهب بنية التصغير وعلامته .
ويجوز أن تكون الهاء في مغيرة للتأنيث ويكون منقولا من وصف كتيبة أو خيل مغيرة ، كما سموا بعسكر . وعبد مناف هذا كان يلقب قمر البطحاء - فيما ذكر الطبري - وكانت أمه حبى قد أخدمته مناة وكان صنما عظيما لهم وكان سمي به عبد مناة ثم نظر قصي فرآه يوافق عبد مناة بن كنانة فحوله عبد مناف . ذكره البرقي والزبير أيضا ، وفي المعيطي عن أبي نعيم قال قلت لمالك ما كان اسم عبد المطلب ؟ قال شيبة . قلت : فهاشم ؟ قال عمرو ، قلت : فعبد مناف ؟ قال لا أدري
قصي
اسمه زيد وهو تصغير قصي أي بعيد لأنه بعد عن عشيرته في بلاد قضاعة حين احتملته أمه فاطمة مع رابه ربيعة بن حرام على ما سيأتي بيانه في الكتاب - إن شاء الله تعالى - وصغر على فعيل وهو تصغير فعيل لأنهم كرهوا اجتماع ثلاث ياءات فحذفوا إحداهن وهي الياء الزائدة الثانية التي تكون في فعيل نحو قضيب فبقي على وزن فعيل ويجوز أن يكون المحذوف لام الفعل فيكون وزنه فعيا ، وتكون ياء التصغير هي الباقية مع الزائدة فقد جاء ما هو أبلغ في الحذف من هذا ، وهي قراءة قنبل يا بني ببقاء ياء التصغير وحدها ، وأما قراءة حفص يا بني فإنما هي ياء التصغير مع ياء المتكلم ولام الفعل محذوفة فكان وزنه فعي ومن كسر الياء قال يا بني فوزنه يا فعيل ، وياء المتكلم هي المحذوفة في هذه القراءة .
وجاء في ترجمة جمعية الأشراف ما يلي
واسمه زيد وسمي قصيا لأن أمه فاطمة بنت سعد بن شبل الأزدية تزوجت بعد وفاة أبيه كلاب بربيعة بن حزام بن سعد بن زيد القضاعي فمضى بها إلى قومه في الشام وكان زهرة بن كلاب كبيرا فتركته عند قومه وحملت زيدا معها لأنه كان فطيما فسمي قصيا لأنه أقصي عن داره.
شب في حجر ربيعة بن خزام لا يرى إلا أنه أبوه إلى أن كبر فنازع بعض بني عذرة فقال له العذري: الحق بقومك فإنك لست منا، قال: ومن أنا؟ قال: سل أمك تخبرك فقالت له: أنت أكرم منهم أبا أنت ابن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر وقومك إلى الله في حرمه وعند بيته، فكره قصي المقام دون مكة فأشارت عليه أمه أن يقيم حتى يدخل الشهر الحرام ثم يخرج مع حجاج قضاعة ففعل فقدم مكة وعرف له قومه فضله فلما صار تزوج إلى حليل بضم الحاء المهملة بن حبيشة الخزاعي ابنته حيي وكان حليل يلي لأمر الكعبة فأوصى بمفتاح الكعبة لبنته حيى فقالت: لا أقدر على السدانة فأوصى به لأبي غبشان بضم العين المعجمة وهو سليم بن عمرو بن بوى بن ملكان بن أفصى فاشترى قصي منه المفتاح فقالت العرب: أخسر صفقة من أبي غبشان فعظم ذلك على خزاعة وكثر كلامهم عن قصي فدعا قصي قريشا وبني كنانة إلى حرب خزاعة فأجابوه وانضم إليهم قضاعة، واقتتلوا ءاخر ايام منى وكثر القتل والجرح في الفريقين ثم اتفقوا على أن يحكموا عمر بن عوف فحكم بإسقاط الدماء بينهم وحكم لقصي بولاية البيت فصارت إليه السدانة والرفادة والسقاية، وجمع قبائل قريش وكانت متفرقة في البوادي وجعلها اثني عشر قبيلة وأسكنها نواحي مكة بطاحها وظواهرها ولذلك سمي مجمعا، وإلى ذلك اشار حذافة بن غانم في قصيدته:
أبوكم قصي كان يدعى مجمعا
به جمع الله القبائل من فهر
وأنتم بنو زيد وزيد أبوكم
به زيدت البطحاء فخرا على فخر
هم ملكو البطحاء مجدا وسؤددا
وهم طردوا عنها غزاة بني عمرو
ثم جمع قصي أحسن أمواله وهدم الكعبة وبناها بناء حسنا وسقفها بخشب الدوم وجريد النخل قيل: ولم يسقفها أحد قبله، ثم بنى دار الندوة وهي أول دار بنيت بمكة فلم يكن يعقد أمرا يجتمع فيه قريش إلا فيها، وقسم جهات البيت بين قريش فبنوا حوله وكانوا يهابون قطع الشجر الذي في البيوت، فصارت له مع الرفادة والسقاية الحجابة الندوة واللواء والقيادة.
أما الرفادة فهي الطعام لسائر الحجاج تمد لهم الأسمطة أيام الموسم.
وأما السقاية فهي سقاية الحجيج للماء العذب في حياض توضع بفناء الكعبة وينقل إليها الماء العذب لكونه عزيزا قبل حفر زمزم.
وأما الحجابة فهي سدانة البيت أي تولية مفتاح البيت.
وأما الندوة فهي الدار التي بناها لاجتماع قريش فيها للمشورة في المهمات ويعقد فيها لواء الحرب.
وأما اللواء فهو الراية يعقدها قصي بيده على رمح علامة للعسكر في الحرب يجتمعون تحته.
وأما القيادة فهي إمارة الجيش إذا خرجوا للحرب.
ثم هذه الأمور بعد وفاة قصي تقسمت فصارت السقاية والرفادة والقيادة لبني عبد مناف، والحجابة واللواء والندوة لبني عبد الدار.
كلاب
بكسر الكاف مخففا واسمه حكيم، وقيل: عروة، وقيل: المهذب، وإنما لقب بكلاب لأنه كان أكثر صيده بالكلاب فكان يجمعها لذلك فإذا مرت على قريش قالوا هذا كلاب بني مرة يعنون حكيما فغلبت عليه
وقيل هو منقول إما من المصدر الذي هو معنى المكالبة نحو كالبت العدو مكالبة وكلابا ، وإما من الكلاب جمع كلب ، لأنهم يريدون الكثرة كما سموا بسباع وأنمار .
وقيل لأبي الرقيش الكلابي الأعرابي لم تسمون أبناءكم بشر الأسماء نحو كلب وذئب وعبيدكم بأحسن الأسماء نحو مرزوق ورباح ؟ فقال إنما نسمي أبناءنا لأعدائنا ، وعبيدنا لأنفسنا ، يريد أن الأبناء عدة الأعداء وسهام في نحورهم فاختاروا لهم هذه الأسماء
مره
ومرة منقول من وصف الحنظلة والعلقمة وكثيرا ما يسمون بحنظلة وعلقمة ويجوز أن تكون الهاء للمبالغة فيكون منقولا من وصف الرجل بالمرارة ويقوي هذا قولهم تميم بن مر ، وأحسبه من المسمين بالنبات لأن أبا حنيفة ذكر أن المرة بقلة تقلع فتؤكل بالخل والزيت يشبه ورقها ورق الهندباء .
كعب
وأما كعب فمنقول إما من الكعب الذي هو قطعة من السمن أو من كعب القدم وهو عندي أشبه لقولهم ثبت ثبوت الكعب وجاء في خبر ابن الزبير أنه كان يصلي عند الكعبة يوم قتل وحجارة المنجنيق تمر بأذنيه وهو لا يلتفت كأنه كعب راتب . وكعب بن لؤي هذا أول من جمع يوم العروبة ولم تسم العروبة . الجمعة إلا منذ جاء الإسلام في قول بعضهم وقيل هو أول من سماها الجمعة فكانت قريش تجتمع إليه في هذا اليوم فيخطبهم ويذكرهم بمبعث النبي - صلى الله عليه وسلم - ويعلمهم أنه من ولده ويأمرهم باتباعه والإيمان به وينشد في هذا أبياتا منها قوله
يا ليتني شاهد فحواء دعوته إذا قريش تبغي الحق خذلانا
وقد ذكر الماوردي هذا الخبر عن كعب في كتاب الأحكام له
لؤي
وأما لؤي ، فقال ابن الأنباري هو تصغير اللأي وهو الثور الوحشي وأنشد
يعتاد أدحية بقين بقفرة ميثاء يسكنها اللأي والفرقد
قال أبو حنيفة اللأي هي البقرة قال وسمعت أعرابيا يقول بكم لاءك هذه وأنشد في وصف فلاة
كظهر اللأي لو يبتغي رية بها نهارا لأعيت في بطون الشواجن
الشواجن شعب الجبال والرية مقلوب من ورى الزند وأصله ورية وهو الحراق الذي يشعل به الشررة من الزند وهو عندي تصغير لأي واللأي البطء كأنهم يريدون معنى الأناة وترك العجلة وذلك أني ألفيته في أشعار بدر مكبرا على هذا اللفظ في شعر أبي أسامة حيث يقول
فدونكم بني لأي أخاكم ودونك مالكا يا أم عمرو
مع ما جاء في بيت الحطيئة في غيره
أتت آل شماس بن لأي وإنما أتاهم بها الأحلام والحسب العد
وقوله أيضا :
فماتت أم جارة آل لأي ولكن يضمنون لها قراها
وفي الحديث من قول أبي هريرة .
والراوية يومئذ يستقى عليها أحب إلي من شاء ولاء فاللاء ههنا جمع اللائي ، وهو الثور مثل الباقر والجامل وتوهم ابن قتيبة أن قوله لاء مثل ماء فخطأ الرواية وقال إنما هو ألآء مثل ألعاع جمع لأي وليس الصواب إلا ما تقدم وأنه لاء مثل جاء .
غالب
ويكنى أبا تيم، وقيل: أبا لؤي، وإليه ينسب العرب لشرفه
فهر
وأما فهر فقد قيل إنه لقب والفهر من الحجارة الطويل واسمه قريش وقيل بل اسمه فهر وقريش لقب له
واسمه عامر، وكنيته أبو أسد، وأجمع النسابون على أن قريشا الآن من فهر. وأصله الطويل الأملس، ولما جاء حسان بن عبد كلال من اليمن لأخذ أحجار الكعبة ليبني بيتا في اليمن ويجعل حج الناس إليه ونزل بنخلة خرج فهر لمقاتلته بعد أن جمع قبائل العرب فأسر حسان وانهزمت حمير، واستمر حسان في الأسر ثلاث سنين ثم افتدي بمال كثير ومات بين مكة واليمن، فهابت الناس فهرا وعظمته وهو جامع قريش عند المحققين.
مالك
سمي بمالك لأنه ملك العرب، وكني أبا عامر.
النضر
بفتح النون وسكون المعجمة واسمه قيس، لقب به لنضارة وجهه أي حسنه، ويكنى أبا مخلد. وهو جامع قريش في أصح الأقوال